خطا إطلاق اسم اللهجة الصعيدية على اللفظ البحيري القديم
[/size]
سبق ان اوضحنا انه قبل اختراع اللفظ الحديث كان اللفظ القديم مستخدم في الصلوات الكنسية في كل كنائس القطر المصري. و هو لفظ بحيري لان كتب الصلوات الكنسية المستخدمة في كل انحاء الكرازة المرقسية كانت ولازالت مكتوبة باللهجة البحيرية . و بالتالي فان من يستخدمها في اي مكان و يقرا فيها تكون قراءته باللهجة البحيرية. و لما ظهر اللفظ الحديث سماه كاتب كتاب "الأساس المتين" بــ "القراءة الجديدة" تمييزا له عن اللفظ القديم الذي يسميه "القراءة القديمة".
و نلاحظ ان كاتب كتاب الاساس المتين لم يطلق على "القراءة القديمة" اسم "اللهجة الصعيدية"
أولا لانها ليست لهجة صعيدية
ثانيا لأن اختراع هذا التسمية بالصعيدي – التي يطلقها البعض خطا في هذه الايام على اللفظ القديم – لم يكن قد تم بعد في زمن كتابة الاساس المتين سنة 1888 م
ملحوظة
تختلف اللهجة البحيرية في كتابتها عن اللهجة الصعيدية. فمثلا "أبانا الذي في السموات"
تكتب بالقبطية الصعيدية[/font]
Je peneiwt ethn mpyue
و تلفظ " چا بانيوت أدهان امباوا ف
بينما تكتب بالقبطية البحيرية
Je peniwt etqen nivyou`i
و تلفظ " چا بانيوت أدخان نيفاوي"
اما باللفظ الحديث الذي اخترعه عريان افندي فتلفظ "جي بنيوت اتخين نيفئوي"
فتسمية اللفظ القديم باللهجة الصعيدية – عن جهل احيانا أو بهدف الانتقاص من قدره او التشكيك في اصالة احيانا اخري – لم تنشا الا في الثلاثينيات الاولى من القرن العشرين عندما بدا اللفظ الحديث ينتشر بتبني الاكليريكية له.
فعندما انتشر خريجوا الاكليريكية في انحاء البلاد بعلمون اللغة القبطية باللفظ الحديث الذي تعلموه من أستاذهم بالاكليريكية و هو من تلاميذ عريان أفندي او من تلاميذ تلاميذه لاقى تعليمهم الجديد قبولا في الوجه البحري بينما لاقى مقاومة عنيفة في الصعيد نظرا لتمسك أهل الصعيد و طبيعتهم التي لا تقبل التفريط بسهولة في كل ما هو قديم. و هكذا انتشر اللفظ الحديث في الوجه البحري بصورة واسعة بينما تعثر امتداده في الوجه القبلي. فبدا دارسوا اللفظ الحديث يطلقون على اللفظ البحيري القديم الذي يتمسك به اهل الصعيد اسم "اللهجة الصعيدية" و يحاولون بهذه التسمية الخاطئة الايحاء بان لهجتهم الحديثة هي اللهجة البحيرية بينما اللهجة البحيرية القديمة التي استمرت في الصعيد هي لهجة صعيدية
و لقد سبق فاوردنا شهادة القمص عبد المسيح المسعودي في مخطوطة رقم 15 تاريخ بالدار البطريركية بان اللفظ البحيري القديم "كان جاريا في البحيرة و الصعيد"
و في هذا المعني كتب البروفسور ورل Worrell في كتابه نصوص قبطية سنة 1942 م ما يلي
"Bohairic is the only dialect known to the present-day Copts.."
"The term <Sahidic> (Sa'idi) nowadays is reserved exclusively for the despised <old> pronounciation of Bohairic, as heared particularly among the peasantry of Upper Egypt"
(W.H.Worrell, Coptic texts Ann Arbor 1942)الترجمة:
“البحيرية هي اللهجة الوحيدة المعروفة بين الأقباط الحاليين ...ف
“و كلمة صعيدي في هذه الايام تطلق كلية على اللفظ البحيري القديم المحتقر حسبما سمع على وجه الخصوص من فلاحي مصر العليا"
.[/font]